ما بين أقفاص أفران ابن العميد وإطلاق آيفون 12 في سوريا
في عشرين دقيقة
ما بين أقفاص أفران ابن العميد وإطلاق آيفون 12 في سوريا
/

ما بين أقفاص أفران ابن العميد وإطلاق آيفون 12 في سوريا

براء صليبي

قفص حديدي وضع أمام أفران ابن العميد في حي ركن الدين بالعاصمة دمشق يقف داخلَه بعض الرجال بينما يجلس آخرون في الأرض ينتظرون دورهم للحصول على مخصصاتهم من الخبز اليومي وهي رغيف واحد لليوم الواحد. ...

تابعوا البرنامج على تطبيقات البودكاست

راديو الآن | دبي – الإمارات العربية  المتحدة

ما بين أقفاص أفران ابن العميد وإطلاق آيفون 12 في سوريا

قفص حديدي وضع أمام أفران ابن العميد في حي ركن الدين بالعاصمة دمشق يقف داخلَه بعض الرجال بينما يجلس آخرون في الأرض ينتظرون دورهم للحصول على  مخصصاتهم من الخبز اليومي وهي رغيف واحد لليوم الواحد.

البودكاست - حلقة

هذه الصورة والتي التقطت بعدسة هاتف لعابرٍ في المنطقة انتشرت على صفحات التواصل الاجتماعي، واستخدم عنوان (أقفاص أفران ابن العميد) ، عبر من خلاله الناشطون عن إستيائهم من فكرة تنظيم طابور الخبز بهذا الشكل، حيث شبهوها بأقفاص السجون أو بحدائق الحيوان.

آخرون لفتوا الإنتباه إلى تجاهل المسؤولين الإجراءات الوقائية للحد من انتشار فيروس كورونا كون الأقفاص كانت مكتظة بالناس.

 

مدير مخابز دمشق، نائل اسمندر، قال كما تناقل ناشطون إن “ثقافة الدور غير موجودة في بلادنا”، وأضاف في تصريح لإذاعة “المدينة إف إم”، أن “طريقة الأقفاص هي لتنظيم الدور، والفصل بين الرجال والنساء وجنود الجيش”.

وهنا قد يراود السوريين سؤال:

هل هناك قفص لعناصر الأمن وجنود الجيش الذين اعتادوا وكل سوري له معهم تجربة على الأقل، اعتادوا على التجاوزات ، وهل يختلف الأمر مع أزمة الخبز فغالباً ما يتجاوز عناصر من الأمن أو أفراد الجيش الدور مندفعين باتجاه كوة البيع لأخذ ما يفوق مخصصاتهم محميين بأسماء قادتهم وقادة فرقهم العسكرية.

 

نعود للقفص الذي كان مزدحماً كفايةً بالرجال كبار السن وقلة قليلة من الشباب (الصور لم تكن واضحة كفاية ومع ذلك يمكنك عد خصلات الشيب،

الأمر ليس عادياً فالشباب إما في دول اللجوء، أو في المقابر بين قتلى وشهداء حسب اختلاف المصطلحات، أو مرتزقة كما باتت تسميهم الدول التي تنظم المؤتمرات باسم الشعب السوري في ظل غياب قيادة سورية ترغب فعلاً بإنقاذ ما تبقى من سوريا..

هذا الكلام ليس كلامي شخصياً (مع أني أتبناه إلى حدٍ ما) لكنني أجمع ما سمعته من سوريين بين الداخل والخارج، بين من يبكي الشوق لأرض الوطن ومن يبكي أرض الوطن ورغيف الخبز ويحسب أيامه بالليرات القليلة المتبقية في جيوبه ولا تكفيه أياماً في ظل أزماتٍ لا تحصى آخرها أزمةً أقفاص تنظيم دور الخبز تلك وتحديدُ عدد الأرغفة اليومية لكل أسرة.

 

هذه الأقفاص وضعتها إدارة المخابز الاحتياطية لتنظيم طابور الحصول على الخبز كما ذكرنا فتحولت إلى ترند غاضب عبر من خلاله السوريون عن سخطهم المستمر من القرارات والإجراءات التي يقوم بها بعض المسؤولين في سوريا.

في السابق كان هناك ما يشبه الفواصل بين طوابير كل من “العسكري” و”النساء” و”المدني”، وفي نهاية الأسبوع الماضي فوجئ أهالي المنطقة بوجود الأقفاص على مداخل الفرن، وامتدادها لعدة أمتار خارجه”.

كيف يعيش السوريون اليوم؟ استمعوا إلى الحلقة

في الـ السادس من أكتوبر، تشرين الأول 2020

أقرت حكومة النظام السوري قواعد جديدة لتوزيع الخبز المدعم على المواطنين، مما يعرض الأسر الكبيرة لخطر  المجاعة مع تفاقم الأزمة الاقتصادية المعوقة في البلاد، وفقا لصحيفة الغارديان.

وبموجب القرارات الحكومية، يحق لأسرة مكونة من شخصين الحصول على ربطة خبز واحدة فقط يوميا؛ بينما تحصل العائلة المكونة من ٤ أفراد على ربطتين، والمكونة من 6 أفراد على 3 ربطات، بينما العائلات المكونة من ٧ أشخاص أو أكثر تقتصر على ٤ ربطات من الخبز، بغض النظر عن عددهم في المنزل، وتتكون الربطة الواحدة من 7 أرغفة.

وأكدت الصحيفة أن أغلب الأسر تلجأ إلى السوق السوداء للحصول على الخبز والذي يصل فيه سعر الربطة إلى 500 ليرة مقابل 100 في المخابز الحكومية.

وكانت الحكومة السورية اضطرت في مطلع العام الجاري، إلى توزيع الخبز بالبطاقات الذكية بسبب الأزمة الحادة في توافر الخبز.

 

وتعاني سوريا من أزمة اقتصادية حادة وانهيار للعملة ونقص في السلع الأساسية، بسبب أزمة كورونا والأوضاع الاقتصادية في لبنان، بالإضافة إلى العقوبات الأميركية على النظام السوري بموجب قانون قيصر، مما يجعل سعر الخبز مقياساً جديداً قاتماً للمشاكل المالية في البلاد.

خلال الأسابيع الماضية، شهد أيضا تسببت أزمة في نقص الوقود، مما تسبب في ازدحام في الشوارع، خاصة في المناطق التي أغلقت فيها محطات الوقود أعمالها، وهو ما تسبب في شجار بين عدد من الأشخاص تسبب في جرح ثلاثة منهم، اثنين في حالة خطيرة.

 

وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، يعيش 90٪ من السوريين في مختلف الأجزاء التي يسيطر عليها النظام يعيشون تحت خط الفقر، وبلغت البطالة 80٪ ، كما أكد برنامج الغذاء العالمي أن 9.3 مليون سوري يعانون الآن من انعدام الأمن الغذائي، بزيادة قدرها 1.4 مليون في الأشهر الستة الماضية وحدها، وهو أعلى رقم تم تسجيله على الإطلاق.

وكانت واشنطن أعلنت منذ أيام، الدفعة الثالثة من العقوبات بموجب قانون قيصر، والذي يحظر التعامل مع النظام السوري أو عناصره من دون محاسبة المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبها النظام.

كما يحظر على الولايات المتحدة تقديم مساعدات لإعادة بناء سوريا، إلا أنه يعفي المنظمات الإنسانية من العقوبات جراء عملها في سوريا.

 

وعلى الجانب الآخر وفي 27 أكتوبر 2020

تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي،  صوراً تظهر تجمعا لأشخاص في سوريا، قالوا إنهم يتهافتون على شراء هاتف آيفون 12 الجديد بعد طرحه.

وأثارت الصور استغراب المغردين السوريين حيث ينهار الاقتصاد السوري تحت وطأة صراع معقد متعدد الأطراف .

 

ورغم العقوبات، عرضت شركة “إيماتيل” السورية، الجمعة الماضية، هاتفي آيفون 12 وآيفون 12 برو في صالة المزة بالعاصمة دمشق.

ونشرت الشركة، الموضوعة على قائمة العقوبات الأميركية، لقطات مصورة من حفل إطلاق الهواتف الجديدة بشكل رسمي في سوريا.

ويمتلك شركة إيماتيل رجل الأعمال خضر طاهر، وهو على قائمة العقوبات الأميركية، منذ 30 سبتمبر الماضي، بحسب موقع وزارة الخزانة الأميركية.

وقالت الشركة في منشور على فيسبوك: “انفردت إيماتيل بكونها أول شركة سورية توفر الهاتف رسميا بالشرق الأوسط وحصريا في دمشق اليوم، وذلك قبل البدء ببيعه رسميا في المنطقة العربية، وبعد الإعلان عنه بعشر أيام فقط من شركة آبل”.

 

ما فعلته إيماتيل أثار الجدل بشأن كيفية حصولها على الهواتف وبيعها رغم أنها على قائمة العقوبات الأميركية، الأمر الذي يمنعها من استيراد المنتجات الأميركية.

بحسب نشرة الأسعار التي أعلنتها الشركة، بين 3.9 وحتى 5.3 مليون ليرة سورية (نحو 4200 دولار بالسعر الرسمي للمصرف المركزي، و2200 دولار في السوق السوداء)، بحسب ما نشرته مواقع سورية محلية.

لا يتجاوز السعر الرسمي للهاتف آيفون12 الجديد من الشركة المصنعة ألف دولار.

 

بالعودة إلى الأزمات التي يعيها السوري اليوم وبعد الحديث عن أزمة الخبز الأخيرة والصورة التي انطلقنا منها

سننتقل لأزمة المحروقات فهناك أزمة لم يتم تداركها وهي البنزين فالأخبار منذ الحادي عشر من أكتوبر تشرين الأول تتحدث عن زيادة في الأسعار وشح في الوقود.. ما يعني أزمة اقتصادية حادة أكثر والسوريون يتجرعون ما تبقى من صبر

 

ليتر البنزين وصل إلى 850  ليرة سورية والتنكة ارتفعت من  11  ألف لـ 17 ألف (بنزين أوكتان 95)  ما يعني ارتفاع أسعار كل السلع تباعاً.

 

رفع النظام السوري أسعار البنزين المدعوم والمازوت المشغلّ للمصانع والمعامل، وسط تفاقم أزمة شحّ المحروقات والانهيار الاقتصادي المتسارع مبرراً ذلك بالعقوبات الأميركية المفروضة عليه.

وتزامن رفع الأسعار مع إصدار مرسومين تشريعيين، يتضمّن الأول منحة مالية للموظفين المدنيين والعسكريين، ويعدّل الثاني الحد الأدنى من الرواتب المعفى من الضريبة،

وينصّ أحد المرسومين على صرف منحة لمرة واحد بمبلغ مقطوع قدره خمسون ألف ليرة سورية (نحو 23 دولار بحسب السوق الموازي)، على أن تُعفى من ضريبة الدخل أو أي اقتطاع.

ويتضمن المرسوم الثاني تعديل “الحد الأدنى المعفى من الضريبة على دخل الرواتب والأجور ليصبح 50 ألف ليرة سورية بدلاً من 15 ألفاً”.
وردّت وزارة التجارة وحماية المستهلك، قرار رفع الأسعار إلى “التكاليف الكبيرة التي تتحملها الحكومة لتأمين المشتقات النفطية وارتفاع أجور الشحن والنقل في ظل الحصار الذي تفرضه الإدارة الأميركية على سوريا وشعبها”.

 

أزمة المحروقات الحادة وساعات التقنين الطويلة ليست جديدة لكنها تتفاقم، بسبب عدم توفر الفيول والغاز اللازمين لتشغيل محطات التوليد، ما دفعها الى اتخاذ سلسلة إجراءات تقشفية.

ويتوقع محللون إقتصاديون “زيادة حتمية” في الأسعار والمواد الأولية المرتبطة بالمشتقات النفطية.

ويفاقم رفع الأسعار معاناة السوريين الذين ينتظرون في طوابير طويلة للحصول على البنزين المدعوم ويشكون من الغلاء وارتفاع الأسعار المتواصل.

استمعوا إلى حلقة اليوم من بودكاست في عشرين دقيقة من إعداد وتقديم براء صليبي.


قائمة الحلقات