القصف الإيراني على أربيل تصدير للأزمات وهروب إلى الأمام
في عشرين دقيقة
القصف الإيراني على أربيل تصدير للأزمات وهروب إلى الأمام
/

القصف الإيراني على أربيل تصدير للأزمات وهروب إلى الأمام

شاهو القره داغي

راديو الآن | دبي- الإمارات العربية المتحدة نتيجة لزيادة التظاهرات الشعبية وخاصة في المناطق الكردية داخل ايران، قررت طهران تصدير أزماتها الداخلية الى الخارج ومحاولة إخماد الاحتجاجات عن طريق إشعال الجبهات الخارجية من خلال استهداف ...

تابعوا البرنامج على تطبيقات البودكاست

راديو الآن | دبي- الإمارات العربية المتحدة

نتيجة لزيادة التظاهرات الشعبية وخاصة في المناطق الكردية داخل ايران، قررت طهران تصدير أزماتها الداخلية الى الخارج ومحاولة إخماد الاحتجاجات عن طريق إشعال الجبهات الخارجية من خلال استهداف الأراضي العراقية وتخفيف التركيز الإعلامي على ثورة الإيرانيين وتصويرها على أنها مؤامرة خارجية وتأجيل الاستجابة للمطالب المشروعة للمواطنين الذين يطالبون بحقوقهم وحرياتهم .

إعداد و تقديم: شاهو القره داغي يستضيف في الحلقة
الناشطة المدنية سلفانا دلشاد

نص الحلقة :

شاهو : " القصف الايراني على اربيل تصدير للازمات وهروب الى الامام

بعد اسابيع على التظاهرات الشعبية الايرانية والتي شملت كافة المدن والبلدات واتسعت الى الجامعات تنديدا بمقتل الفتاة مهسا اميني  التي قُتلت على يد شرطة الأخلاق الايرانية بحجة الاخلال بحجابها، قررت ايران الهروب الى الامام كعادتها ونقل مشاكلها الى الخارج عن طريق القيام بقصف مكثف للاراضي العراقية وتحديداً مدن إقليم كردستان بحجة استهداف اوكار التآمر على ايران في محاولة لحرف الانظار عن الاحتجاجات الداخلية وتصفية  كافة خصومها في الخارج وربط التظاهرات الداخلية الخدمية والحقوقية بالجماعات الخارجية في محاولة لتشويه الاحتجاجات وإظهارها كجزء من مؤامرة شاملة على الجمهورية الإسلامية الايرانية.

مرحبا بكم في حلقة جديدة من بودكاست في عشرين دقيقة نتحدث فيها عن القصف الايراني على مدن اقليم كردستان العراق ومحاولات طهران تصدير مشاكلها الى الخارج لإحتواء الحراك الداخلي.

مع اتساع نطاق التظاهرات الايرانية وخاصة في المدن الكوردية في كردستان ايران ورفع شعارات مناهضة للنظام الايراني والمطالبة بإنهاء ولاية الفقيه وإلغاء المرشد و شرطة الاخلاق وتحجيم القوات الامنية القمعية ، وانهاء الايدولوجية التي فشلت حتى الآن في توفير الحد الأدنى من الخدمات للمواطنين الايرانيين شعر النظام الايراني بقلق كبير من هذا الحراك الجماهيري في هذا التوقيت ، الذي يتزامن مع تراجع للنفوذ الايراني الاقليمي ونفور الشعوب في المنطقة من وكلاء ايران وتصرفاتها والذي يتزامن أيضاً مع شكوك حول صحة المرشد الايراني خامنئي وصعوبة اختيار البديل في حال وفاته، حيث قررت ايران نتيجة لهذه المعطيات  ان تنقل المعركة الى الخارج عن طريق استهداف الاراضي العراقية وتصدير مشاكلها الى دول الجوار كمحاولة لتخفيف التركيز على الحراك الداخلي الإيراني.

شنت ايران هجوما عنيفا عن طريق استهداف كافة مقرات الاحزاب المعارضة الايرانية الكردية في مدن اقليم كردستان العراق وخاصة في أربيل عاصمة الاقليم، حيث أعلن قائد القوات البرية في حرس الثورة الإيراني العميد باكبور "عن إطلاق 73 صاروخاً باليستياً أرض-أرض وعشرات الطائرات المسيرة التي ضربت مقرّات الجماعات المعارضة الكردية في كردستان العراق".

وأشار قائد القوات البرية إلى أنّ "عملية قصف مقرات الجماعات الكردية شمالي العراق تمّت بدقة"، موضحاً أن "الأهداف التي جرى استهدافها منتشرة في 42 موقعاً، وفي بعض الأحيان على بعد 400 كيلومتر من بعضها البعض".

وفي تصريح للعميد باكبور، أوضح أنّ "استهداف الجماعات المعارضة جاء بعد عدم التفات إقليم شمال العراق إلى التحذيرات لإغلاق مقراتهم"، مؤكداً أنّ "الصواريخ والمسيرات أصابت أغلب الأهداف ودمّرتها".

وطالب "السلطات في شمال العراق بطرد كلّ الجماعات الكردية المناهضة للثورة الاسلامية والمتآمرين على الجمهورية  الإسلامية كما وصفها.

وأكّد العميد "باكبور" أنّ سلسلة العمليات مستمرّة حتى يتمّ نزع أسلحة المجموعات المسلحة المعارضة لإيران".

وبخلاف الادعاءات الإيرانية التي اكدت انها استهدفت مقرات عسكرية تم تسجيل كثير من الإصابات في صفوف المدنيين وخاصة الأطفال بعدما تم استهداف منطقة قريبة من مدرسة للأطفال في مدينة "كويسنجق" في محافظة أربيل ، إضافة الى تسجيل أصغر ضحية كان عمره يوم واحد بعد وفاة والدته في القصف وليلتحق به بعد ٢٤ ساعة ليكون اصغر ضحية في هذا القصف ويكون شاهدا على مدى الإجرام الإيراني الذي تم إرتكابه في هذه المناطق .

وفي إحصاء لعدد الإصابات والجرحى والأضرار اعلن جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان عن حصيلة ضحايا القصف الايراني الذي استهدف الإقليم.

حيث سجلت الاحصاءات عن مقتل ١٣ شخصا واصابة 58 آخرون بجروح، بينهم نساء وأطفال في القصف الإيراني الذي استهدف مواقع لأحزاب كردية إيرانية معارضة تنتقد قمع التظاهرات في إيران.

وقد ادانت الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان القصف الإيراني، الذي نفذته وفق بغداد "عشرون طائرة مسيَّرة تحملُ مواد متفجِّرة" وطال "أربع مناطق في إقليم كردستان العراق".

كما وصف مكتب زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني العراقي مسعود البارزاني الهجمات الإيرانية على مقرات الأحزاب الكوردية إيران داخل أراضي الإقليم، بأنها “جريمة”، مطالباً بالوقف الفوري لهذه الهجمات، وأن لا يتخذ إقليم كردستان ساحة لحل المشاكل والصراعات الداخلية في دول الجوار.

وعلى المستوى الدولي ادانت الولايات المتحدة الأميركية الاستهداف الايراني. وأعلن المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس في بيان له " انا نحن نقف إلى جانب الشعب العراقي والحكومة العراقية بوجه هذه الهجمات الشائنة على سيادتهم".

كما قال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية في بيان ان "التصعيد الايراني الذي اسفر عن مقتل تسعة اشخاص واصابة آخرين، مرفوض"، مضيفا "اننا نرفض بوضوح محاولات تحميل دولة مجاورة أسباب الاحتجاجات في داخل إيران".

وقالت وزارة الخارجية البريطانية في بيان إن "هذه الهجمات تشكل انتهاكا لسيادة ووحدة أراضي العراق وهي مرفوضة تماما"، متهمة إيران بـ"زعزعة استقرار" المنطقة.

وفي  نفس السياق ادانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الاردنية "بأشد العبارات القصف المدفعيّ والصاروخيّ الإيراني الذي استهدف  عدة مناطق في إقليم كردستان "، وأكّدت في بيان "تضامن المملكة المُطلق مع جمهورية العراق الشقيق، واستنكار الاعتداء على سيادته وأمن مواطنيه".

كما أعربت وزارة الخارجية السعودية عن إدانة المملكة واستنكارها الشديد للهجمات الإيرانية التي استهدفت إقليم كردستان العراق وتسببت في مقتل وإصابة عدد من الأشخاص.

وأكدت الخارجية رفضها التام لجميع الاعتداءات التي تهدد أمن واستقرار العراق، مشددة على أهمية وقوف المجتمع الدولي أمام كافة الانتهاكات الإيرانية التي تخالف القوانين والمواثيق والأعراف الدولية .

وكانت السلطات الإيرانية قد أرسلت تحذيرات مباشرة إلى حكومة إقليم كردستان للتعامل مع مقرات الاحزاب المعارضة الكردية وإغلاقها وعدم السماح لعناصر هذه الجماعات بالتحرك داخل اراضي الاقليم، حيث اتهمت أيران عناصر هذه الجماعات بالوقوف وراء تحريك وتحريض الشارع الكردي في كردستان ايران وهددت باستهدافهم بصورة مباشرة حتى لو وصل الامر الى الغزو البري للأراضي العراقية، ويبدو واضحاً ان القصف الايراني مؤشر على القلق الكبير لدى القيادة الايرانية وحالة التخبط الذي يمر بها النظام نتيجة لقوة الحراك الشعبي، حيث تعمل إيران على الهروب إلى الامام وتصوير المظاهرات الايرانية على أنها مؤامرة وربطها بنشاطات عسكرية مزعومة على الخط الحدودي بينها وبين العراق، وتعمل على إخماد التظاهرات الداخلية عن طريق إشعال الميادين الخارجية.

كما تخشى إيران من الاحزاب الكردية لأنها احزاب مسلحة بخلاف الاقليات الاخرى داخل إيران والتي لا تمتلك السلاح وتقتصر نضالها على الوسائل السلمية، وعلى الرغم من عدم دخول هذه الاحزاب المسلحة الى الساحة الايرانية بقوة واستغلال التظاهرات لضرب النظام الايراني، إلا ان الحرس الثوري الإيراني يريد ان يدفع الاطراف الكردية إلى حمل السلاح وجرهم الى العنف والقتال بهدف تبرير القمع وتصوير الحراك السلمي على انه هجمات مسلحة تستهدف الدولة وبالتالي كسب التعاطف الدولي لقمع الحراك بصورة سريعة وفورية.

ويرى الخبراء أن القصف الايراني هذه المرة كان الأكبر والاخطر ضمن سلسلة الاستهدفات الايرانية للاراضي العراقية، ومن المتوقع ان يتحول عمليات القصف المستمرة منذ اسبوع الى غزو بري للاراضي العراقية كما هددت القيادات الإيرانية سابقا، والتي من السهولة ان تتخذ هذا القرار نتيجة لعجز العراق عن وضع حد للتدخلات الايرانية بسبب المشاكل الداخلية التي تعاني منها العراق والإنقسامات في المواقف داخل إقليم كردستان وعدم القدرة على بلورة موقف موحد يصد الضربات الإيرانية ويضع حدآ للتدخلات الخارجية .

وبعد عمليات القصف الايراني حاولت اطراف حقوقية وانسانية الوصول الى المناطق التي تعرضت للقصف لمساعدة الاهالي وتوزيع المساعدات على النازحين، حيث نظم عدد من الناشطين المدنيين في مدينة اربيل عاصمة اقليم كردستان حملة تطوعية شاملة لتقديم المساعدات الى العوائل التي تضررت نتيجة للقصف الايراني، وللمزيد حول هذا الموضوع نتحدث مع الناشطة سلفانا دلشاد احدى الشخصيات التي بادرت فورا لمساعدة العوائل المتضررة والنازحة في قرى " كويسنجق " في محافظة أربيل التي تعرضت للقصف الإيراني  ونسألها اولا:.

كيف تتابعون القصف الايراني على المدن الكردية في إقليم كردستان وخاصة مدينة كويسنجق في اربيل وماهي تداعياتها على المنطقة وخاصة انها منطقة يعيش فيها الكثير من المكونات بينها المكون المسيحي ايضا؟، وما هي النتائج السلبية التي تترتب على هذا القصف في حال استمراره ؟"

سلفانا دلشاد : " نحن من أهالي هذه المنطقة منذ انا كنا صغارا في المدارس نتذكر اننا كنا نعيش في معاناة مستمرة ونعاني من النزوح المستمر والهروب من مناطقنا الأصلية والى الآن الكثير من عوائلنا هربوا لم يعودوا الى مناطقهم بسبب غياب الأمن والإستقرار هذه المناطق كانت مركزآ للتعايش بين المسلمين والمسيحيين واليزيديين الى اخره وهي مناطق تاريخية وتقدم نموذج مشرق للتعايش في منطقة تسود فيها الحروب والصراعات وبدل حماد هذه التجربة المشرقة ومحاولة الحفاظ عليهم من المؤسف ان يتم قصف هذه المدينة بهذه الصورة الوحشية التي تسبب لترويع الأطفال وإصابة الكثير منهم وهم يخرجون من المدرسة دون مراعاة قوانين حقوق الإنسان العالمية او حق اللاجئين المتواجدين في هذه المدينة والهاربين من بلدهم خوفا من القتل او الملاحقة القضائية ، نحن نتابع بقلق على القصف الإيراني منذ أسبوع على مناطقنا ومناطق اخري أيضا داخل إقليم كردستان ونأمل ان يكون هناك موقف حقيقي من الدولة العراقية لايقاف هذه الانتهاكات ووضع حد للقصف لان المدنيين اليوم هم من يدفعون الثمن والاهالي يفكرون اليوم في النزوح الى مدن ومناطق اخرى نتيجة القصف وبالتالي تدمير مدينة كاملة نتيجة القصف الإيراني .

اذا كان القصف الإيراني يستمر بهذه الصورة سيؤدي الى افراغ مناطقنا من سكانهم ونزوحهم بحثا عن بيئة افضل للعيش والحياة وهذا يعني ادامة العنف والفوضى وتحويل المدن المستقرة والآمنة الى ساحات للصراعات بسبب السياسة الإيرانية التي تعمل على تقويظ العراق والتدخل في شؤونه وقصف اراضيه بصورة مستمرة وبدون عراقيل ومشاكل ."

شاهو : " بعد القصف الايراني ووضوح الاضرار التي لحقت بهذه المناطق داخل اقليم كردستان كان لديكم حملة تطوعية لمساعدة النازحيين والمتضررين في هذه المنطقة .

ما هي هذه الحملة وما هي اهدافها وكم يوم يستغرق الحملة ؟"

سلفانا دلشاد : " نتيجة الاوضاع السيئة التي تسببت بها القصف الإيراني قمنا كمجموعة من الناشطين المدنيين في اربيل عاصمة اقليم كردستان بتنظيم حملة تطوعية لتقديم المساعدات الإنسانية للعوائل المتضررة من القصف الإيراني للمناطق الحدودية وتستمر الحملة لمدة ثلاثة ايام سيتم جمع المساعدات الإنسانية للعوائل المتضررة في "كويسنجق " التابعة لمحافظة اربيل ، والحملة تمت التنسيق مع السلطات في محافظة اربيل وحكومة اقليم كردستان وسيتم توزيع المساعدات على العوائل المتضررة من خلال لجنة مكونة من خمسة اشخاص من الناشطيين المدنيين ، والحملة تعتمد بالدرجة الاساس على جمع المساعدات اللازمة للاطفال والنساء ."

شاهو : " وأخيرا كيف تنظرون الى ردات الفعل الداخلية والدولية على عمليات القصف الايراني المستمر؟

وهل هي بالمستوى المطلوب ومن الممكن انت تردع الجانب الايراني للوقوف عن هذه العمليات ؟"

سلفانا دلشاد : " اتصور على الرغم من شدة القصف الإيراني وخطورته التي كانت عن طريق اكثر من ٧٠ صاروخ وطائرات مفخخة لان ردة الفعل الحكومة العراقية ما كان بالمستوى المطلوب لان كان لازم اتخاذ خطوات فورية وحقيقية للرد على العدوان الإيراني وعدم السماح بتكراره بس للأسف القصف مستمر حتى اليوم وهاي الشي يعني انه ايران ما تحسب حساب للسيادة العراقية والمؤسف انه هاي الشي يصير بالتزامن مع اليوم الوطني العراقي وتصريحات السياسيين الي يحكون عن سيادة الوطن وغيرها من الشعارات بس على ارض الواقع ما اشوف هذه الشعارات ونري تدخلات من كافة الاطراف في العراق والقصف الإيراني المستمر سيؤدي الى قتل ونزوح وتشريد دون اي مواقف مشددة ."

 

شاهو : " ومن الواضح ان الجانب الإيراني يعمل على تحويل اراضي اقليم كردستان الى ساحة لتصفية الحسابات والمعارك لتحويلها الى بيئة غير مستقرة بهدف طرد الاستثمارات وتدمير الانجازات والبنى التحتية التي تحققت خلال الفترة الماضية، وعلى الرغم من القصف  الايراني المباشر الذي اصبح في تصاعد وزيادة مستمرة خلال الايام الماضية، الا ان هناك هناك هجمات ميليشياوية مستمرة أيضا من قبل وكلاء إيران في العراق على أراضي اقليم كردستان وخاصة مدينة أربيل بهدف تشكيل ضغوطات سياسية على الاطراف الفاعلة داخل اقليم كردستان، لإتخاذ مواقف معينة لا تتعارض مع النفوذ الإيراني داخل الاقليم ولا تؤدي الى تقويظ التواجد الإيراني داخل العراق بصورة عامة  .

ويبدو واضحاً ان ايران وعلى الرغم من التهديدات المستمرة لإسرائيل وامريكا ودول المنطقة والعالم إلا انها تُفضل ضرب اراضي اقليم كردستان العراق بسبب ضعف الحكومة العراقية عن الرد على الاعتداءات الايرانية، ووجود اطراف سياسية واحزاب وميليشيات داخل بغداد تبرر هذا القصف الايراني وتدافع عن النفوذ  والسياسة الإيرانية داخل العراق وهذا ما يدفع الجانب الايراني الى التمادي اكثر وزيادة الهجمات الصاروخية والاستهدافات العسكرية والتدخلات المستمرة والتهديد بالقيام بعملية برية ضد الاراضي العراقية.

وخلال الفترة الماضية نفذت اسرائيل العديد من العمليات في العمق الايراني عن طريق استهداف المفاعل النووية وسرقة الارشيف النووي واغتيال قادة وعلماء مهمين في النظام الايراني، اضافة إلى الضربات الاسرائيلية المستمرة على الاهداف الايرانية داخل سوريا وقتل عناصر الحرس الثوري الايراني والميليشيات الموالية له، إلا ان النظام الايراني كان يتجنب دائماً الرد المباشر على اسرائيل و يختار استهداف مناطق اقليم كردستان بحجة وجود اوكار ومقرات للموساد الاسرائيلي، ومن الواضح ان هذه الادعاءات غير صحيحة وغير دقيقة بل هي مجرد شماعة تستغلها ايران لتبرير هذه الهجمات والتمهيد لتوسيع نفوذها في هذه الرقعة الجغرافية التي عرقلت التمدد الجغرافي الإيراني المنشود الذي يصفونه بالهلال الشيعي ولم تسمح لها بالتحرك بحرية خلال السنوات الماضية في هذه المنطقة الجغرافية المسمى باقليم كردستان العراق .

وعلى الرغم من القصف الايراني الشديد والعنيف على مقرات الاحزاب الكردية بحجة مشاركتها في التظاهرات الإيرانية الا ان التظاهرات في الداخل الايراني لم تتراجع بل في تصاعد مستمر يوميا مع زيادة عدد الشرائح التي تخرج للتنديد بالعنف والنظام الايديولوجي الذي يمارس القمع والظللم باسم الدين وهذا مؤشر واضح على ان هذه المقرات لم تكن لها علاقة بما يجري داخل ايران وان الحرس الثوري كان يبحث عن تسجيل انتصارات وهمية من خلال عمليات القصف وتصوير التظاهرات على انها جزء من مؤامرة كونية على النظام الايراني وان هذه الجماعات المسلحة جزء من هذه المؤامرة لانقاذ النظام وتخويف المواطنين عن طريق بث الاشاعات .

الا هنا ننتهي من حلقة هذا الاسبوع من بودكاست " في عشرين دقيقة " تحدثنا فيها عن عمليات القصف الاخيرة الإيرانية التي استهدفت مناطق في اقليم كردستان العراق ونتائج وتداعيات هذه الهجمات ومحاولة إيران ان تصدر ازماتها الى الخارج على حساب العراقيين .

شكرا لكم لحسن الاستماع والى اللقاء في الحلقات القادمة


قائمة الحلقات