المرصد ٢٤٠: صحفيون إيرانيون يصفون الهجمة ضد إسرائيل ”بالاستعراضية“

نهاد الجريري

صحفيون إيرانيون يصفون الهجمة ضد إسرائيل ”بالاستعراضية“، والجهاديون ”على الحياد“ تجاه أحداث السبت، وطالبان تصطف مع إيران؛ فكيف سيتعامل أنصار القاعدة مع هذا الموقف؟ وإعلام القاعدة ينشر مقالاً نادراً عن تبعية الحوثيين لإيران، فماذا هم فاعلون على الأرض؟ التفاصيل في الحلقة 240 من بودكاست المرصد.

تابعوا البرنامج على تطبيقات البودكاست

دبي (أخبار الآن)
المرصد ٢٤٠: صحفيون إيرانيون يصفون الهجمة ضد إسرائيل ”بالاستعراضية“

أهلاً بكم إلى حلقة هذا الأسبوع من المرصد نغطي فيها الفترة من ٨ إلى ١٤ أبريل ٢٠٢٤. 

عناوين هذه الحلقة:

الجهاديون ”على الحياد“ تجاه أحداث السبت،  وطالبان تصطف مع إيران؛ فكيف سيتعامل أنصار القاعدة مع هذا الموقف؟
إعلام القاعدة ينشر مقالاً نادراً عن تبعية الحوثيين لإيران، فماذا هم فاعلون على الأرض؟

ضيف الحلقة:

الدكتور عمار علي حسن، الأديب والمفكر المصري، من مؤلفاته: كتاب ”قاموس الروح .. التصوف كما يجب أن نعرفه،“ الصادر عن الدار المصرية اللبنانية بالقاهرة في يناير ٢٠٢٤.
كتاب: ”أمة في أزمة“ الصادر عن مركز الحضارة العربية للإعلام والنشر والدراسات في ٢٠٠٦.
وللدكتور عمار سلسلة مرئيات على منصة ”ذات مصر“ في اليوتيوب.

 

 

نص الحلقة :

صواريخ إيران تصيب الهدف … ”فقط“ ضد السُنّة  

مساء السبت ١٣ أبريل، بدأت إيران مغامرة ضد إسرائيل وأنهتها خلال ساعات فيما اعتبرته تحذيراً مما قد يأتي.

كيف تعامل الجهاديون مع هذا الحدث؟ 

في مجموعات أنصار القاعدة التي نرصدها كان منطقياً أن تجنبوا الحديث في المسألة بالنظر إلى موقف التنظيم من إيران ”الشيعية“ وبالنظر إلى وجود إسرائيل طرفاً في هذا الحدث خاصة والحرب لا تزال تستعر في غزة. فهل يقف الجهاديون ضد إسرائيل اليهودية مناصرة لإيران، الشيعية أو ”الرافضية“ كما في أدبياتهم؟ في المطلق، التعليقات القليلة التي رصدناها إما التزمت الحياد، فالطرفان - إسرائيل وإيران - وجهان لعدوّ واحد؛ وإما مالت إلى السخرية من إيران بالنظر إلى نتيجة مغامرة السبت. كتب أحدهم: ”اللهم أشغل الظالمين بالظالمين وأخرجنا من بينهم سالمين.“ 

آخر كتب تحت هاشتاغ ”#مسرحيات_الحرس_الترفيهي“ أن: ”إيران نشرت قبل عدة أيام أحد صواريخها وقالت إنها قادرة على الوصول إلى تل ابيب خلال ٤٠٠ ثانية! اليوم تطلق طائرات مسيرة نحو اسرائيل يستغرق وصولها نحو ثلاث ساعات هذا إن وصلت.“ آخرون ذكّروا بأن إيران غير معنية بالقدس التي ترفعها شعاراً في حملاتها الدعائية. 

أما أنصار داعش، لفت كاريكاتير في صفحة على تطبيق (تام تام)، ظهر فيه رسم لإسرائيلي يهدد بهدم القدس الشريفءي، يقابله رسم لملّا إيراني يهدد بهدم الكعبة المشرفة. 

وفي نفس المنطق، نلحظ تعليقات على منصة إكس تستغرب من نتيجة السلوك الإيراني تجاه إسرائيل مقابل إمعان أذرعها بالتقتيل في اليمن وسوريا والعراق. 

الصحفي اليمني ياسر اليافعي علّق: ”تقول إيران إن عملياتها كانت دقيقة ولم توجه ضد أهداف اقتصادية أو مدنية في اسرائيل؛ نذكركم فقط، مليشيا الحوثي قصفت مطار عدن الدولي اثناء عودة الحكومة المدنية، وكل يوم تقصف قرى ومناطق وتفجر منازل المواطنين … كما اعتدت هذه المليشيا على المرافق الاقتصادية ومنعت بالقوة إعادة تصدير النفط. بينما سيدتهم إيران حريصة على المواطن الاسرائيلي واقتصاده.“

الإعلامي السوري عمر مدنية كتب: ”ايران تطلق ألعاب طائرة على إسرائيل تصل بعد ١٢ ساعة، بينما الصواريخ البالستية الضخمة مخصصة لقتل المسلمين، وآخر صاروخين رمتهم على إدلب وأربيل.“ 

الكاتب العراقي رعد هاشم كتب: ”ممثل الشيعة في المجلس التشريعي العراقي [محسن المندلاوي] يعلن تأييده لإيران.. بينما صواريخها ومسيّراتها كادت أن تقتل عراقيين بأكثر من محافظة!“

المعارض الإيراني الأحوازي صلاح أبو شريف أشار إلى تخوف النظام في طهران من مسيرات ومظاهرات مناوئة لن تأخذ بالحسبان زعم إيران التصدي لإسرائيل.

ومن هنا، لا شك ثمة معارضة أو على الأقل تحفظ داخل إيران على هذه المغامرة. المدعي العام الإيراني اتخذ إجراءات قانونية في حق صحفيين وصحف ألمحت إلى نقد سلوك القيادة الإيرانية. خلال أقل من أربع وعشرين ساعة، وجهت لوائح الاتهام بتثبيط العزيمة الوطنية إلى صحيفتي ”جهان صنعت“ و ”اعتماد،“ والصحفيين عباس عبدي وحسين دهباشي. 

جهان صنعت افتتحت صفحتها الأولى بسؤال عمّا إذا كان ”الرد الإيراني“ انتقم لإيران حقاً أم منح نتنياهو ”امتيازات كبيرة.“ الصحيفة أشارت أيضاً إلى أن الرد الإيراني أدى إلى انهيار البورصة في طهران. 

أما الصحفي عباس عبدي في صحيفة اعتماد فاعتبر أن استهداف إسرائيل القنصلية الإيرانية في دمشق لا يستدعي رداً من إيران باعتبار أنه في الأصل رداً على سلوك إيران الراعي لحماس في غزة. عبدي أكد أن الرد الحقيقي وجب منذ سنوات عندما اغتالت إسرائيل أهم عالم ذرة إيراني في ذلك الوقت، محسن فخريزاده، في ٢٠٢٠ في قلب إيران قرب العاصمة طهران. 

وفي جزء من تعليق عبدي الذي كان معداً ليوم السبت، أي قبل الهجمة، استغرب من سياسة إيران التي تدعو إلى القضاء على إسرائيل وعدم الاعتراف بها رغم أن البلدين عضوان في الأمم المتحدة: أي ينتميان إلى جسم دولي واحد. وهكذا يلفت عبدي إلى أن هذا السلوك يحرم إيران من الضغط باتجاه التعامل مع الخروقات الإسرائيلية من خلال القانون الدولي. 

أما الصحفي الاستقصائي حسين دهباشي، وإن اعتبر أن الهجوم الإيراني كان حقاً مشروعاً، فقد انتقد نتائجه التي وصفها ”بالاستعراضية، غير الكافية وغير الناجحة التي أثارت القلق على القدرة الدفاعية الحقيقية للبلد.“ 

دولياً، وجهادياً، لفت أن أيدت طالبان أفغانستان الهجوم الإيراني على إسرائيل. بيان وزارة الخارجية قال إن إيران ”اتخذت إجراءات دفاعية مشروعة.“ 

وفي نفس الملف، والشيئ بالشيئ يُذكر، أعلنت الخارجية في كابول قبل أيام أن الوزير مولوي أمير خان متقي  هاتف القيادي في حماس إسماعيل هنية معزياً في أبنائه. 

طالبان باكستان، أصدرت كذلك بياناً رسمياً فيه تعزية لآل هنية. 

هذه المواقف من جماعة يتخذها أنصار القاعدة قدوة ومثلاً تُعمّق الشرخ في الفكر الجهادي الذي يتمسحون به.  

 

”الطوفان الذي أغرقنا“

تطرقنا في هذا البرنامج إلى ما ينشره حساب بدون عنوان أو أحياناً فؤاد الخطيب بالنظر إلى حضوره في مجموعات أنصار القاعدة. ونعم، هذا البرنامج يعتبر هذا الحساب ”وازناً.“ 

صاحب الحساب كان أفصح أنه يعيش في غزة وأوضح مراراً موقفه الرافض لحماس على أسس شرعية. في مارس الماضي، جمع صاحب الحساب تجربته في مؤلف بعنوان ”الطوفان الذي أغرقنا“ ونشرته مؤسسة الواثبون، إحدى أذرع الإعلام الرديف تحت مظلة ما يُسمى مجلس التعاون الإعلامي الإسلامي.  المؤلف يصور المعاناة التي يعانيها الغزيون من ممارسات حماس التي جاءت تحت عنوان ”الطوفان.“

إلا أن صاحب الكتاب اجتهد كثيراً في تأكيد أن تجربته لا تعني ”التخذيل.“ قال: ”أبرأ إلى الله تعالى من كل من يتخذ ما هو مكتوب في هذه المذكرة حجة لترك نصرة غزة.“

الحقيقة، أننا لم نرصد أن تعرض هذا الحساب لنقد أو مضايقات. لكن هذا الأسبوع، اتُّهم بأنه ”ضد العمل الجهادي ضد اليهود.“ 

نضيئ على هذا التعليق تمثيلاً لتخبط الجهاديين في مواقفهم من الحقائق وتخوينهم لمن يأتي بحقيقة تهدم آراءهم حتى وإن كان منهم؛ فكيف إن كان غريباً؟

 

ماذا تفعل القاعدة حيال الحوثيين؟

أصدر إعلام القاعدة الرديف ممثلاً بمجلس التعاون الإعلامي الإسلامي العدد الأول من مجلة بعنوان ”البنيان المرصوص.“ 

يأتي هذا ضمن محاولات متواصلة لتقديم محتوى إعلاميٍّ دوريّ يمثل فكر القاعدة على نحو ما يفعل داعش بصحيفته الأسبوعية النبأ التي تصدر بنسختها الحالية بشكل منتظم منذ أكتوبر ٢٠١٥. من محاولات الإعلام الرديف، نذكر مجلة النازعات، وصدى الملاحم، وحتى ذئاب منهاتن وصحيفة ثبات. كلها تظهر فجأة وتختفي فجأة. إعلام القاعدة الرسمي يصدر مجلة أمة واحدة وإن كانت بشكل غير منتظم. 

بالعودة إلى ”البنيان المرصوص،“ يلفت في هذا العدد الأول إعادة نشر مقال نادر عن الحوثيين كتبه القيادي في قاعدة اليمن حارث بن غازي النظاري الذي قُتل في يناير ٢٠١٥ في هجوم بطائرة مسيرة. 

المقال بعنوان: ”الحوثية حركة زيدية أم حزب رافضي؟“ وفيه أن المذهب الزيدي في الأصل ”أقرب إلى السنة“ إلا أن زيديين هاجروا من إيران إلى اليمن بعد أن تشربوا ”الرفض“ فكانت ”الحركة الحوثية.“ وهكذا، يعترف المقال بسيطرة إيران على الحوثيين منذ النشأة. يقول: ”وبما أن إيران دولة تدر الأموال على أتباعها حول العالم لتصدير الثورة الإيرانية، فإن البعض من منتسبي الزيدية مالوا إلى الرفض كما هو الحال مع الحركة الحوثية … (التي) تمثل الأطماع الإيرانية في اليمن.“ 

وعليه، ماذا على القاعدة أن تفعل تجاه هؤلاء؟ يقول النظاري: ”إن موقفنا تجاه هؤلاء هو السعي لإزالتهم واجتثاث جذورهم بالدعوة والقتال؛ ونرى أن قتالهم هدف مشروع لنا ال وهو جهاد في سبيل له.“ 

نقرأ هذا الكلام، ونستذكر سلوك القاعدة في اليمن الذي يأتي خدمة للحوثيين من حيث يدرون أو لا يدرون، من حيث تأمين مناطق التماس بين القاعدة والحوثيين في مقابل إشغال القوات اليمنية السنية في الجنوب، بل وتمهيد الطريق أمام اجتياح حوثي من الشمال. يثبت هذا الوقائع الأرقام التي ينشرها إعلام القاعدة الرسمي وتحديداً مؤسسة الملاحم. .

في الفترة من يناير ٢٠٢٣ إلى فبراير ٢٠٢٤، لم يسجل التنظيم هجمة واحدة ضد الحوثيين مقابل ٧٣ هجمة ضد القوات اليمنية في نفس الفترة. 

قبل ذلك التاريخ، في أربعة أشهر فقط من ١٣ سبتمبر ٢٠٢٢، عندما انطلقت حملة سهام الحق، حتى يناير ٢٠٢٣، شن التنظيم ٤٣ هجمة ضد القوات اليمنية. 

في المقابل شن التنظيم خمسين هجمة ضد الحوثيين في ثلاثة أعوام كاملة من ١ يناير ٢٠٢٠ إلى يناير ٢٠٢٣.

 

هل اغتال داعش القحطاني؟ 

كتب حساب قناة فضح عباد البغدادي والهاشمي عن احتمال أن يكون داعش مسؤولاً عن اغتيال أبي ماريا القحطاني في ٤ أبريل الجاري. 

يبدأ الحساب بتأكيد حقيقة أن جماعة القحطاني نجحت في اختراق داعش ولاية الشام ”إلى النخاع“ ودليل ذلك اغتيال عدد كبير من قيادات التنظيم في نواحي إدلب. 

وعليه، يعتبر الحساب أن من يعتقد بمسؤولية الجناح الشامي للتنظيم عن اغتيال القحطاني إنما هو ”واهم.“

في المقابل، إن كان التنظيم مسؤولاً حقاً عن الاغتيال، يجزم الحساب أن المكلف بالعملية كان ولاية العراق بتوكيل من القيادة الجديدة للتنظيم ”دون إشعار ولاية الشام“ بذلك. 

لكن يلحظ الحساب أنه إن تأكدت مسؤولية داعش عن الاغتيال فإن هذا لا شك سيهدد معتقلي التنظيم لدى هيئة تحرير الشام وعلى رأسهم المتحدث السابق أبو عمر المهاجر الذي أقر التنظيم باعتقاله في بيان أغسطس ٢٠٢٣. 

 

داعش اليمن في مأزق

كتب حساب قناة فضح عباد البغدادي والهاشمي عن ”حدث فاضح“ داخل تنظيم داعش في اليمن. في التفاصيل أن جنوداً تواصلوا مع مشايخ غير مبايعين للتنظيم لاستشارتهم في أمور شرعية ”دون إذن من الأمراء.“ 

عبدالقادر مؤمن أمير مكتب الكرار، الذي يشرف على ولاية اليمن، أمر بعدم التواصل مع هؤلاء الشيوخ لعدم مبايعتهم التنظيم ”واصفاً إياهم بالقاعدين عن الجهاد.“ الخلاصة، أن التنظيم يعاني من نقص حاد في الشرعيين في كل الولايات الأمر الذي خلق ”واقعاً مزرياً“ في التنظيم.


قائمة الحلقات